هل يأتي وقت نفقد فيه مقدرتنا على الكتابة حقا! أم أن كل مانخشاه هو مواجهة تلك الحقائق المفجعة التي تحدث في القلب، تلك التي نعي مؤخرا وجودها الحتمي في الحياة! إن القدر وحده كفيل لأن يختبر صدق اعتقاداتنا.. وصدق نوايانا.. كان كفيلا بأن يأخذني لسراب الصمت الذي أضجرني خواءه. لم يكن الصمت يوما خاويا إلا حين تجرد عن المعنى! مامعنى أن يكون القدر هو الفيصل و النهاية؟ إنه الغيب الذي يثير الغموض الذي يسير فينا رهبة كبيرة، فيعطي للعقل اشارة بأن يحاول ماديا إيجاد أسباب منطقية لكل مايحدث. حيث لا يوجد من الأسباب التي يجلبها المنطق أحيانا مايكفي في المواقف الغيبية إلا فلسفة الوجود الكبرى التي تنطوي بوجود الخالق وحكمته وإرادته المطلقة التي يفشل العقل عن إرادها.
إذا فإيمان القلب هو دليل المسافر في الحياة، صاحب الأرجوحة ومالك التفاصيل الصغيرة التي تعرف كيف تدمج ألوان المواقف لتظهر لنا بصورة تجمل الحياة. إيمان القلب هو المعنى الذي لا ينضب ويجب أن يتسع وينساب فينا ، ذاك الذي يكون بوصلة الإستمرار في الشعور. والشعور هو حس الحقيقة.